((عفواً سيدتي..من تكونين ؟؟))

شتخترق سيارة الاسعاف ذلك الحشد الكبير من الناس.
الذين يلتفون حول جثة السيدة "منة"..

ومن بعيد يقف رجل في الاربعين من عمره يراقب بعينان حزينتان ما يحدث..انه زوجها ذلك الرجل الذي يقف بشجاعه وبقلب عالحديد..

يهدئ في هذا ويصبر تلك.. وظني أنهمن يحتاج إلى التصبير..
هو من يحتاج أن يخرج همه وحزنه.. يحتاج أن يبكي ويشكي.. ولكن هيهات هيهات..

تذور به الذكريات حول تلك الزوجة الراحلة.. كانت تتصف بالهدوء وأشد ما اعجبه فيها خجلها وشده حياؤها..

تزوجا.. وأيامهما كانت أجمل الأيام.. لم يكن يعكر صفو حياتهما سوى أنهما لم ينجبا اطفالاً..
إلا ان الله رزقهما بطفلة ليست طفلتهما.. بل طفلة صديقة زوجته التى تدعى"سلمى"..

ولهذه الحادثة قصة أخرى طويلة.. تنهد بأسى وهو يتذكر تلك الأحداث ..ويتذكر أنهما ككانا ذاهبان لرؤية الطفلة"ريم"..فقد كبرت وأدخلاها المدرسة.. تركاها عند قريب لهم لمدة اسبوع

حتى يجدا منزلاً غير هذا الذي يعيشان فيه ..لانه صغير وفي قريه بعيدة لا توجد بها مدرسة واحدة..

التقيا بـ"ريم" وقدممت لها منة زوجته اللعب والحلوى.. واخذتها في حضنها لتسقيها من نبع حنانها..ولتتذوق منة طعم الأمومة..وتركاها وهما لا يعلمان شيئا عما سيحدث..تركتها منة..

وهي لا تعلم أنها لن ترى ابنتها مرة أخرى.. تركتها وجملة ابنتها تتردد في اذنها قائلة:
- ماما لا تتأخري!!!

ويشاء القدر أن تتوفى الأم وهي عائدة مع زوجها..تموت موت مفاجئ..بجوار زوجها وحبيبها "أحمد"..

ينتبه "أحمد على صوت الاسعاف وهي تغادر المكان.. ويستفيق من ذكرياته فيجد نفسه وحيداً بائساً.. يشعر بالوحدة والاختناق..

يشعر بمشاعر الحزن والاسى المكبوتة بداخله..لقد رحلت "منة" حياته وروحه وعمره وقلبه.. رحلت وتركته يكمل رحلة الحياة وحده..

تركته يتحمل وحده تربية"ريم" ورعايتها.. وهنا فقط ترقرقت دموعه الحزينه!!

انتهى الجزء الاول بحمد الله